أطلق العرب قديما على المطر اسم الشتاء، ومنه دخلت التسمية إلى لهجتنا الدارجة فيقال (أن الدنيا تشتي) للدلالة على هطل المطر، وقد قسم فصل الشتاء إلى أربعينية وخمسينية.
ويبدو أن أربعينية شتاء هذا الموسم مختلفة عن المعهود عنها إذا قيست بمواسم الأعوام السابقة، فبدا فصل الشتاء بلا مطر، وارتفعت درجة الحرارة فوق المعدل بخمس أو ست درجات حسب الأرصاد الجوية لكن الشعور العام أن حالة الطقس تكاد تقترب من المناخ الصيفي، وأنها أعلى مما هو معلن عن درجات الحرارة، وهو ما يعني أن ارتفاع حرارة الأرض أصبحت حقيقة ملموسة وأنها تبلغ عدة درجات وليست من كسور الدرجات حسب ما يذكره علماء المناخ.
تتمتع سورية بمناخ متوسطي تتميز فيه الفصول الأربعة كشتاء بارد وربيع دافئ وصيف حار وخريف معتدل، وحسب سجلات الأحوال الجوية يبلغ معدل الحرارة في الصيف 32 درجة وفي الشتاء عشر درجات، وفي الربيع والخريف 22 درجة.
ويذكر كثيرون من الجيل المتوسط كيف كنا نصاب بالهلع عندما تقترب أربعينية الشتاء فنستعد لها بشراء الثياب والأغطية السميكة ونملأ براميل المازوت، خشية بردها القارس، وليس أيام الزميتا والزمهرير ببعيدة، عندما كنا نذهب إلى المدارس صباحا ونرى طبقة الجليد تغطي السطوح المائية، فنقتلعها وكأننا نحمل قطعة من البلور، كما كنا نستمتع بهطل المطر وحب العزيز ونجمع الثلوج ونصنع منها الرجل الثلجي أو نتقاذفها كما نتقاذف الكرة، ونتمنى ان تستعاد مثل تلك الأيام، وان ألا تبقى من أحاديث الذكريات.
وأورد الأجداد أمثلة كثيرة تحذر من برد (الأربعينية) فقالوا: (بأول المربعانية لا تسافر إن كنت على نية) وقالوا (فحول الشتوية بالمربعانية).
ويبدو ان الفحولة في هذا الزمن قد انتهت سواء عند الطبيعة أم غيرها، بل يرى البعض أن الحالة المناخية انقلبت فًأصبح الشتاء صيفا والصيف شتاء، فقد شهدنا أمطارا غزيرة في خريف العام المنصرم واستبشرنا حين ذاك خيرا، لكن أربعينية شتاء هذا العام خيبت الآمال.
وبالعودة إلى الأرقام المسجلة عن الحرارة نجد أنها كانت في أواخر الخريف الماضي أدنى من المعدل وبلغت يوم 29 تشرين الثاني في دمشق 17 درجة نهارا وست درجات ليلا.
واستبشرنا خيراً قبيل أربعينية الشتاء ببضعة أيام عندما هبطت الحرارة دون المعدل في 17 كانون الأول وهطلت الأمطار وتساقطت الثلوج على بعض المرتفعات ما دفع مؤسسة المياه على إلغاء تقنين المياه.
ولكن الأربعينية هلت على صحو، وكان النهار دافئا في أيامها الأولى وما لبثت درجات الحرارة أن توالت بالارتفاع، ووصلت خلال الأسبوع الماضي إلى 22 درجة في دمشق حسب نشرة الأحوال الجوية، وإلى أكثر من ذلك حسب تقدير الناس، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها منطقة داخلية ترتفع ستمئة متر عن سطح البحر، ما يعني أن الحرارة فيها أكثر ارتفاعا من المناطق الجبلية ولكن المدهش ان تصل إلى درجات أعلى بكثير من المعدل الطبيعي.
وحتى الآن لم يصدر تفسير لهذه الحالة من الجهة المختصة برصد حالة المناخ، لكن التفاؤل بهطل المطر لا يزال يداعب نفوسنا، ولايزال في جعبة المربعانية أسبوعان، وحسب النشرات الجوية الواردة في المواقع الإلكترونية نقلا عن هيئات الأرصاد ستنخفض الحرارة قليلا، ومن المتوقع هطل المطر يوم الأحد القادم ولكن الحرارة لن تنقص عن 17 درجة نهارا وخمس درجات ليلا، وهذا التباين في الحرارة بين منتصف النهار ومنتصف الليل يمكن ان يسبب مزيدا من الزكام.
عن صحيفة الثورة السورية
ويبدو أن أربعينية شتاء هذا الموسم مختلفة عن المعهود عنها إذا قيست بمواسم الأعوام السابقة، فبدا فصل الشتاء بلا مطر، وارتفعت درجة الحرارة فوق المعدل بخمس أو ست درجات حسب الأرصاد الجوية لكن الشعور العام أن حالة الطقس تكاد تقترب من المناخ الصيفي، وأنها أعلى مما هو معلن عن درجات الحرارة، وهو ما يعني أن ارتفاع حرارة الأرض أصبحت حقيقة ملموسة وأنها تبلغ عدة درجات وليست من كسور الدرجات حسب ما يذكره علماء المناخ.
تتمتع سورية بمناخ متوسطي تتميز فيه الفصول الأربعة كشتاء بارد وربيع دافئ وصيف حار وخريف معتدل، وحسب سجلات الأحوال الجوية يبلغ معدل الحرارة في الصيف 32 درجة وفي الشتاء عشر درجات، وفي الربيع والخريف 22 درجة.
ويذكر كثيرون من الجيل المتوسط كيف كنا نصاب بالهلع عندما تقترب أربعينية الشتاء فنستعد لها بشراء الثياب والأغطية السميكة ونملأ براميل المازوت، خشية بردها القارس، وليس أيام الزميتا والزمهرير ببعيدة، عندما كنا نذهب إلى المدارس صباحا ونرى طبقة الجليد تغطي السطوح المائية، فنقتلعها وكأننا نحمل قطعة من البلور، كما كنا نستمتع بهطل المطر وحب العزيز ونجمع الثلوج ونصنع منها الرجل الثلجي أو نتقاذفها كما نتقاذف الكرة، ونتمنى ان تستعاد مثل تلك الأيام، وان ألا تبقى من أحاديث الذكريات.
وأورد الأجداد أمثلة كثيرة تحذر من برد (الأربعينية) فقالوا: (بأول المربعانية لا تسافر إن كنت على نية) وقالوا (فحول الشتوية بالمربعانية).
ويبدو ان الفحولة في هذا الزمن قد انتهت سواء عند الطبيعة أم غيرها، بل يرى البعض أن الحالة المناخية انقلبت فًأصبح الشتاء صيفا والصيف شتاء، فقد شهدنا أمطارا غزيرة في خريف العام المنصرم واستبشرنا حين ذاك خيرا، لكن أربعينية شتاء هذا العام خيبت الآمال.
وبالعودة إلى الأرقام المسجلة عن الحرارة نجد أنها كانت في أواخر الخريف الماضي أدنى من المعدل وبلغت يوم 29 تشرين الثاني في دمشق 17 درجة نهارا وست درجات ليلا.
واستبشرنا خيراً قبيل أربعينية الشتاء ببضعة أيام عندما هبطت الحرارة دون المعدل في 17 كانون الأول وهطلت الأمطار وتساقطت الثلوج على بعض المرتفعات ما دفع مؤسسة المياه على إلغاء تقنين المياه.
ولكن الأربعينية هلت على صحو، وكان النهار دافئا في أيامها الأولى وما لبثت درجات الحرارة أن توالت بالارتفاع، ووصلت خلال الأسبوع الماضي إلى 22 درجة في دمشق حسب نشرة الأحوال الجوية، وإلى أكثر من ذلك حسب تقدير الناس، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها منطقة داخلية ترتفع ستمئة متر عن سطح البحر، ما يعني أن الحرارة فيها أكثر ارتفاعا من المناطق الجبلية ولكن المدهش ان تصل إلى درجات أعلى بكثير من المعدل الطبيعي.
وحتى الآن لم يصدر تفسير لهذه الحالة من الجهة المختصة برصد حالة المناخ، لكن التفاؤل بهطل المطر لا يزال يداعب نفوسنا، ولايزال في جعبة المربعانية أسبوعان، وحسب النشرات الجوية الواردة في المواقع الإلكترونية نقلا عن هيئات الأرصاد ستنخفض الحرارة قليلا، ومن المتوقع هطل المطر يوم الأحد القادم ولكن الحرارة لن تنقص عن 17 درجة نهارا وخمس درجات ليلا، وهذا التباين في الحرارة بين منتصف النهار ومنتصف الليل يمكن ان يسبب مزيدا من الزكام.
عن صحيفة الثورة السورية
الإثنين سبتمبر 29, 2014 5:53 pm من طرف طارق السيد
» تعلم الأورغ للمبتدئين خطوة بخطوة
الإثنين سبتمبر 29, 2014 5:26 pm من طرف طارق السيد
» حبر وعطر
السبت أغسطس 10, 2013 12:44 pm من طرف الباشااا
» كل شيئ الى زوال
الخميس مايو 10, 2012 9:41 pm من طرف زينا حداد
» شعر : عباس حيروقة كوز وشفاه ..وانين منشورة في جريدة الأسبوع الأدبي
الأحد أبريل 22, 2012 5:17 pm من طرف Admin
» نشاطات في المحروسة
الخميس أبريل 19, 2012 4:26 pm من طرف Admin
» لمحة عن الاذقية
الثلاثاء أبريل 10, 2012 6:05 pm من طرف رياض اسعد
» الى امي
الثلاثاء مارس 27, 2012 2:55 am من طرف زينا حداد
» تعبت من.........؟
الأحد مارس 11, 2012 2:09 am من طرف زينا حداد